الخميس، 20 يناير 2011

البشير يطالب بمبادرة واضحة لإلغاء ديون السودان الخارجية .. وينتقد البطء في تنفيذ مشاريع التنمية العربية


أبدى الرئيس عمر البشير، أمله في أن تطرح القمة العربية الإقتصادية التنموية التي اختتمت في شرم الشيخ بمصر أمس، ما أسماه (مبادرة واضحة لإلغاء ديون السودان الخارجية)، المقدرة بما يقارب الـ (40) مليار دولار. فيما قررت القمة في ختام أعمالها، أن تتبنى الدول العربية مسألة إعفاء ديون السودان الخارجية بدءاً بنفسها.
ودعا البشير لدى مخاطبته أعمال القمة أمس، إلى تفعيل مبادرة البنك الدولي للعالم العربي التي أطلقها العام 2007م، وطرحها مجدداً عبر منتديات تمكن من مشاركة الفعاليات كافة، (إذ نجدها مبادرة وافية بخدمة مبتغيات خططنا القومية في مجالات التنمية). وأكد أن الدول النامية تعاني من مواجهة ديونها الخارجية وخدماتها، مما يعيق إنطلاقتها التنموية، ولفت إلى أن السودان بلد خارج لتوه من نزاع، وانه يبدو جلياً إستحقاقه ميزة المعاملة الميسرة من الدول الدائنة، وقال البشير: نتطلع إلى تقديم القمة مبادرة واضحة لإلغاء الديون عن السودان، حفزاً لجهود السلام وإعادة العمران في المنطقة. وانتقد الرئيس، البطء الذي صاحب مشاريع التنمية العربية، ومن بينها الربط العربي البري للسكك الحديدية، والربط الكهربائي العربي، ودعا لأهمية إنجاز المشاريع في زمن قياسي للإسهام في حل الأزمة الإقتصادية العالمية. وأضاف أن الأزمة تلقي بأعبائها على كاهل المواطن العربي، بما باتت آثاره الإجتماعية والسياسية جليةً للعيان، وقال: (فما أجدرنا جميعاً أن نجعل من إرادتنا معبراً لتحقيق تلك الآمال العراض، وعملاً صادقاً ودؤوباً في سبيل إنجاز تنمية مستدامة تعود بالخير على شعوب أمتنا).  
ورحب البشير، بالتغيير الذي جرى في تونس باعتباره يمثل إرادة الشعب التونسي الذي قدم تضحيات جساماً من فقد في الأرواح والجراحات وتدمير المنشآت العامة والخاصة، وقال: (لندعو شعب تونس وحكومته المؤقتة للعمل على إعادة الإستقرار وتجاوز مرارات الماضي إستشرافاً لمستقبل جديد مشرق).
وأكد الرئيس، أن السودان مقبل على إعلان نتيجة إستفتاء تقرير مصير الجنوب، وأنه ملتزم بإحترام نتائجه أياً كانت، وشدد على أن النهج القادم للحكومة، الإلتفات الكلي إلى إنشاء مشاريع تنموية عملاقة تفضي إلى طفرة إقتصادية لترسيخ قيم السلام وتعميق الإحساس به. وأكد سعي الدولة لإستقطاب كل أبناء دارفور ممن ظلوا بعيدين عن المفاوضات ليشاركوا فيها مشاركة فاعلة تضع حداً للإحتراب.
وقال د. جلال يوسف الدقير وزير التعاون الدولي، عضو وفد السودان لـ (سونا) أمس، إن القمة وتقديراً لظروف السودان أفردت له قرارات خاصة شملت محاور أساسية، وأبان أن القمة قررت أن تدعم الدول العربية جهود التكامل الإقتصادى بين شمال السودان وجنوبه (مناطق التماس)، بجانب تخصيص دعم مالي لتثبيت أركان السلام في السودان، بعد إعلان نتيجة الإستفتاء ومتابعة جهود دعم مشاريع التنمية التي تؤدي إلى الحل النهائي وطي ملف دارفور.
وفي السياق، بحث البشير، ونظيره المصري حسني مبارك على هامش القمة، تطورات الأوضاع في السودان، ومسار العلاقات الثنائية بين البلدين، وقال علي أحمد كرتي وزير الخارجية لـ (سونا) أمس، إن اللقاء جرى فيه حوار مطول حول عملية الإستفتاء ومآلات المستقبل ووجه التعاون بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
إلى ذلك، التقى البشير، على هامش القمة، بالرئيس الصومالي الشيخ شريف. و الرئيس العراقى جلال الدين طالباني، ووجه طالباني الدعوة إلى الرئيس البشير للمشاركة في القمة العربية المقبلة ببغداد في مارس المقبل.
وكان الرئيس مبارك إفتتح صباح أمس، القمة الإقتصادية والتنموية والإجتماعية العربية، بحضور ملوك ورؤساء الدول العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية، وممثلين عن الأمم المتحدة والبنك الدولي والمنتديات العربية للمجتمع المدني ورجال الأعمال والشباب.
وأكد البيان الختامي للقمة، ضرورة مواجهة التحديات التنموية التي لا تقل أهمية عن التحديات السياسية القائمة . وأشار إلى أن الأمن الغذائى يمثل أولوية قصوى، وأن التعامل معه سيتم وفقاَ لإستراتيجية ورؤية جديدة. وإعتبر أن مبادرة أمير الكويت ستسهم في الحد من البطالة والفقر. وأكد البيان ضرورة تفعيل مبادرة البنك الدولي الرامية لإقامة مشاريع الطرق والجسور والربط الكهربائي، ودعم المشروعات الصغيرة. ورحبت القمة بإستضافة السعودية للدورة المقبلة فى يناير 2013م. وعاد الرئيس البشير والوفد المرافق له مساء أمس إلى الخرطوم عقب إنتهاء أعمال القمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.